سقوط الجزائر امام الكاميرون بفضيحة تحكيمية لا تغفر
حسرة منتخب الجزائر بعد الخروج من المونديال |
ماذا حصل في مباراة الجزائر والكاميرون
شهدت الجولة الأخيرة من تصفيات كأس العالم 2022 لكرة القدم في قارة افريقيا بعض الدراما والمفاجآت، حيث قدمت الكاميرون وغانا أداء غير متوقع خارج الديار لتضمنا وبصورة غير متوقعة الظهور في نهائيات كأس العالم بعد التفوق على الجزائر ونيجيريا وإقصائهما.
ضمنت الكاميرون مكانها في كأس العالم من خلال أخر تسديدة في المواجهة في الوقت الإضافي عندما أحرز كارل توكو إيكامبي هدفا غير متوقع وهو ما وضع المنتخب الجزائري بطل افريقيا 2019 في وضع لا يحسد عليه، وقال جمال بلماضي مدرب الجزائر بعد الهزيمة على أرضه 2-1 "كنا على بعد 10 ثوان من الصعود لنهائيات كأس العالم، انهار فريقنا، سيكون من الصعب علينا تجاوز تأثيرات ذلك خلال الأيام المقبلة"، بحسب ما أوردت وكالة رويترز للأنباء.
أما السنغال فكررت الفوز بركلات الترجيح على مصر ليتفوق فريق ساديو ماني على منتخب زميله في ليفربول محمد صلاح مرة أخرى، وكان ماني صاحب هدف الفوز عندما هز شباك محمد الشناوي حارس الفراعنة في ركلة الترجيح الأخيرة ليمنح فريقه الفوز 3-1 في حين أهدر صلاح ركلة مصر الأولى.
واستغلت غانا خطأ من حارس مرمى نيجيريا لتصعد للنهائيات متفوقة بفارق الأهداف خارج الأرض، وتسبب تعادلها 1-1 في نيجيريا في أعمال شغب من جانب الجمهور النيجيري الذي نزل إلى أرض الملعب عقب انتهاء اللقاء، ويتوقع أن يتسبب فشل نيجيريا في الصعود للنهائيات في تغييرات كبيرة على مستوى قيادة اللعبة الشعبية في البلاد.
أسباب خروج منتخب الجزائر من المونديال
أسباب كثيرة أدت لهزيمة الجزائر، وهذه الأسباب ليست فنية ولا تكتيكية، نحن نشهد أن اللاعبين في الميدان فعلوا كل شيء، وأن المدرب بلماضي فعل كل ما يجب، لكن أسباب سقوط الجزائر اليوم نلخصها في شقين، داخلي وخارجي.
الشق الداخلي المحلي هو التعالي والغرور الكبير الذي أصاب الجماهير الجزائرية، حيث دخلت في صراعات مع كل شعوب المنطقة وحروب في وسائل التواصل بشعار نحن الأقوى من الجميع، والحقيقة أنه وإن كانت الجزائر من أفضل المنتخبات في افريقيا إلا أن ذلك لا يعني أن يستصغر الناس المنافسين ويعتبرون الجميع أقزام، ستقول لي ما علاقة ذلك بالهزيمة ؟ وسأقول لك الضغط.
مباراة سيراليون أيضا شكلت هاجساً كبيراً للاعبين، وجعلتهم يرغبون في التسجيل مهما كلف الثمن مما أعمى عيونهم امام الشباك وجعلهم يقعون في فخ التسرع.
العامل الخارجي يتلخص أساسا في البلد المنظم، وهنا أنا لا أعطي حججا واهية ولا أبحث عن الأعذار، لكن هل يعقل أن أسوة أرضيتين في البطولة يلعب فيهما البطل ووصيفه واللذان كان يرشحهما الجميع للفوز باللقب ؟ قبل مدة ساديو ماني اشتكى من كارثية الميدان، ونقولها اليوم بكل مأساوية لعبت الجزائر في أسوء أرضية ميدان في البطولة.
هذه الخسارة مفيدة، نعم كارثيةً كانت ولكنها مفيدة، ستبعد الضغط عن اللاعبين، هذه الخسارة كانت رصاصة رحمة، هذه الخسارة ستزيح عن كاهل الفريق تلك الهالة العملاقة "35 مباراة بلا هزيمة" والتي كانت تتحدث عنها الصحف والمواقع صباح مساء، تلك الهالة التي جعلت كل منتخب تواجه الجزائر يلعب المباراة وكأنها الأخيرة في حياته، تلك الهالة التي جعلت حارس سيراليون يبكي من الفرحة بعد نهاية المباراة بالتعادل، ومدافع غينيا الاستوائية يبكي مباشرة بعد تسجيل الهدف، تلك الهالة التي ستخلع الأوهام من أعين اللاعبين وتضعهم امام أرض الواقع، هذه الهزيمة مفيدة على الأقل من الناحية التقنية للتأهل في المركز الثاني (إن شاء الله ان حدث) والتخلص من أرضية الميدان الكارثية، لأن المنتخب الذي يتأهل في المركز الأول تكون له افضلية الاستمرار في اللعب في الملعب الذي لعب فيه الدور الأول.
وهي أفضلية لا نريدها !
صدمة جزائرية وحزن مصري
- انتهت المرحلة النهائية من تصفيات قارة إفريقيا المؤهلة لكأس العالم 2022، والتي شهدت خروج حزين للمنتخبين المصري والجزائري، وتأهل مفرح للمنتخبين التونسي والمغربي.
- لم يتمكن منتخب مصر من الحفاظ على تقدمه في مباراة الذهاب والتي فاز بها أمام السنغال بهدف نظيف، ليخسر بنفس النتيجة في مباراة العودة.
- ويتجه المنتخبان إلى ركلات الجزاء الترجيحية، والتي شهدت إثارة كبيرة، حيث أضاع كل منتخب أول ركلتين، من ضمنهما ركلة لمحمد صلاح مع تألق من الشناوي أمام لاعبي السنغال، ولكن هذا التألق لم يكن كافيًا لحسم التأهل لمنتخب مصر.
- من جهة أخرى، تمكن منتخب الكاميرون من الإطاحة بمنتخب الجزائر بسيناريو درامي، وذلك عقب فوز الجزائر خارج أرضها بهدف نظيف.
- ولكن في مباراة العودة، استطاع منتخب الكاميرون أن يتقدم في الوقت الأصلي بهدف نظيف، لتذهب المباراة إلى الأشواط الإضافية.
- وعلى الرغم من إحراز الجزائر لهدف التعادل في الدقيقة 118، ولكن منتخب الكاميرون حقق المفاجأة وأحرز هدف الفوز والتأهل في الدقيقة الأخيرة على ملعب مصطفى تشاكر.
- في المقابل كان هناك فرحة عربية، بعدما تمكن منتخب المغرب من تحقيق الفوز على الكونغو الديمقراطية بأربعة أهداف مقابل هدف، ليؤمن صعوده بعد التعادل بهدف لكل منتخب في مباراة الذهاب.
- وحافظ منتخب تونس على تقدمه في مباراة الذهاب أمام مالي بهدف نظيف، وتمكن من الخروج بشباك نظيفة في مباراة العودة ليصعد للمرة الثانية على التوالي لكأس العالم.
تحليل جمال الشريف لمباراة الجزائر والكاميرون
الحكم الدولي السابق جمال الشريف |
طالب لاعبو منتخب الجزائر في أكثر من مناسبة الحكم الغامبي باكاري غاساما باحتساب ركلة جزاء واحدة على الأقل خلال المباراة التي جمعتهم بمنتخب الكاميرون على ملعب مصطفى تشاكر في البليدة، اليوم الثلاثاء، ضمن الدور الأخير المؤهل لكأس العالم 2022 في قطر.
في الدقيقة الـ36، سقط النجم الجزائري يوسف بلايلي داخل منطقة الجزاء مطالباً بركلة الجزاء، لكن غاساما رفض ذلك. وحول هذه اللقطة، قال الخبير التحكيمي السوري جمال الشريف في تصريحات لـ"العربي الجديد": "حاول بلايلي التقدم من الجهة اليسرى بمنطقة الكاميرون، قام اللاعب كولينز فاي (رقم 19) بإبعاد الكرة برأس قدمه اليسرى إلى خارج الملعب لضربة ركنية، الفار أكد صحّة القرار المتخذ، طبعاً كان صحيحاً، اللاعب وصل إلى الكرة فعلاً، ويوسف بلايلي فضّل عملية السقوط للتأثير على الحكم، لكن الأخير أصاب ولا وجود لأي مخالفة".
بعدها بدقيقتين (د.38) احتجّ لاعبو الجزائر على حدوث لمسة يد على لاعب الكاميرون داخل المنطقة المحرمة، ليعلّق الحكم الدولي السابق جمال الشريف قائلاً: "كرة مرفوعة داخل منطقة الجزاء، أسفرت عن مطالبة بركلة جزاء لوجود لمسة يد على اللاعب صامويل غويه، الكرة أتت من الصدر ثم الجزء الأعلى من الذراع، الجزء الأعلى من رأس الذراع تحديداً يعتبر جزءاً من الجسم، بالتالي لا وجود لركلة جزاء، لأن الكرة بمعظمها لامست الكتف بنسبة أكبر".
هدف الكاميرون أمام الجزائر يثير الجدل، جمال الشريف يوضح بالدليل
وفي الدقيقة الـ39، سقط بلايلي داخل منطقة الجزاء مع اللاعب فاي أيضاً، لكن الحكم لم يحتسب أي شيء، وعلّق الشريف قائلاً "الحكم وجّه تحذيراً ليوسف بلايلي بعدم العودة للسقوط داخل المنطقة، وإلا سيتخذ قراراً انضباطياً بحقه، لم يحصل بلايلي على إنذار برأيي لحدوث ملامسة جسدية، لذلك، الحكم أخذ حسن النية في هذا الموضوع، أي أنّه أخذ الجانب الإيجابي، واضح تماماً أن هناك محاولة عملية تأثير عليه، ويجب أن يتدخل في هذا الأمر لأنّه قد يتسبب له بمشاكل لاحقاً".
إذاً، من خلال تحليلات الخبير التحكيمي جمال الشريف، لا وجود لأي ركلة جزاء لمنتخب الجزائر خلال الشوط الأول، الذي انتهى بتقدم الكاميرون بهدف من دون مقابل سجله اللاعب إيريك ماكسيم تشوبو موتينغ، نجم بايرن ميونخ الألماني، في الدقيقة الـ22.
هل أخذ الحكم رشوة في مباراة الجزائر والكاميرون
حسب تصريح المدعو عارف مشاكرة: حكم مباراة الجزائر × الكاميرون، باكاري غاساما تلقى رشوة بقيمة 100 الف أورو من رئيس الاتحاد الكاميروني لكرة القدم صامويل إيتو، وقد جرى اللقاء بينهم سراً في باريس.
كما دعا مشاكرة مسؤولي الفدرالية الجزائرية إلى رفع احترازات عاجلة للاتحاد الدولي لكرة القدم وتقديم طعون أمام الفيفا والمحكمة الرياضية الدولية قبل فوات الأوان.
هل ستعاد مباراة الجزائر مع الكاميرون
حتى نغلق ملف الجزائر - الكاميرون ، على هذا الشعب أن يتحلى بالروح الرياضية ويفهم أن هذه هي كرة القدم، الحظ فيها قد يبكيك أحيانا وينصفك أحيانا أخرى.
في 2009 الجزائر حرمت أفضل جيل في تاريخ مصر من التأهل لنهائيات كأس العالم، رغم أنهم كانوا أفضل من الجزائر في كل شيء، فرصة واحدة عجيبة وغريبة كان يقف فيها قلب الدفاع عنتر في منصب قلب الهجوم سدد بكل قوته فانتهت حكاية جيل أبو تريكة ووائل جمعة وزيدان.
في 2019 نهائي كأس افريقيا بغداد بونجاح يسدد تضرب الكرة بالمدافع وتدخل الشباك قادمةً من السماء لتتوّج الجزائر بكأس افريقيا للمرة الثانية.
انا لا أقول أن الإنجازات السابقة كانت بالحظ، لكن عند صافرة النهاية النتيجة هي التي تهم، العوامل الأخرى من حظ وتحكيم كلها تدخل في اللعبة لأنها في نهاية الأمر لعبة، وليس هناك لعبة في الدنيا من دون غش والغش جزء منها، والحظ أيضا جزء منها، ما دمت ضيعت كل تلك الفرص ومادام بلايلي يضيع أمام شباك فارغة فهذا يعني أن الحظ لم يكن إلى جانبك وعليك أن تتقبل ذلك مثلما كان الحظ إلى جانبك من قبل.
الإقصاء ليس نهاية العالم، إيطاليا بنجومها وتاريخها وأساطيرها عجزت عن التأهل لنهائيات كأس العالم للمرة الثانية على التوالي رغم أنها حملت 4 كؤوس عالمية من قبل.
آن الأوان لتكون هناك مراجعة للحسابات، لتكون هناك ملاعب تليق بحجم هذا المنتخب، وتقنيات بث تليق به، وترسانة إعلامية تحميه وتقف معه لا تنتظر سقطاته من أجل الانتقاد، كما قال آينشتاين أكساس أمس : "الكاميرون كانت أفضل من مصر".
لا جدوى من جلب لاعبين مارسوا كرة القدم في عصر انحطاط الكرة الجزائرية وتنصيبهم فلاسفة علينا، حين كان أمين أكساس لاعبا المنتخب الجزائري كان يعجز عن التأهل حتى لكأس افريقيا.
أخيراً وليس آخراً يجب التمسك في المدرب بلماضي ، أي محاولة لإقالته أو لعدم تجديد عقده ستكون كارثة حقيقية على المنتخب وستعيده سنوات إلى الوراء، الرجل لا يزال شاباً ويمتلك الخبرة في الملاعب الافريقية شيئا فشيئا، حافظوا عليه واطردوا كل من هم دون سواه.
نقطة نهاية السطر.