"تشافي" خالف المنطق، فكاد أن يُعاقب.
كم مرة منذ مجيئ تشافي استطاع الفريق أن يُظهر ردة الفعل القوية و العودة في المباراة سريعاً بعد التأخر في النتيجة
أخيراً و بعد طول انتظار و صبر عشاق برشلونة أصبح لدينا مدرب.
تشافي يحتاج فقط إلى تعزيز بعض المراكز في الفريق و بعدها راح تكون العودة للفوز بالبطولات بإذن الله.
تشافي هيرنانديز مدرب برشلونة |
ماهو تأثير مساحات الملاعب على اللاعبين
يجب أن تعلم في البداية أن ملاعب كرة القدم ليست متساوية المساحة، فهناك حد أدنى وحد أقصى لمساحة الملعب، وملعب ليفانتي قريب من الحد الأدنى، بينما ملعب الكامب نو مثلاً، فهو ضمن ملاعب الحد الأقصى، لماذا يجب أن تعلم هذا؟ سأخبرك.
أمام الفرق ذات الملاعب الصغيرة، والتي تعتمد على التكتل والتحولات الهجومية الخاطفة، يجب أن تلعب بأسلوب لعب بسيط، أولاً: توسيع رقعة اللعب عن طريق اللعب على الأطراف، ثانيًا: زيادة عدد العرضيات عن المُعدل الطبيعي، ثالثًا: وجود لاعب يمتلك حل فردي يُمكنه من اختراق الدفاع بسهولة، رابعًا: غلق وسط الملعب لمنع تلقي المرتدات في ظل صغر الملعب.
الفارق بين ديمبلي و اداما على الأطراف
بعد أن تقرأ ما سبق مرة أخرى، تعال لأشرح لك لماذا كان برشلونة سيئًا وكيف كان "تشافي" كارثيًا.
برشلونة بدأ ب4/3/3 كالعادة، مع تغيير 4 أسماء عن مُباراة فرانكفورت الأخيرة (بيكيه - بيدري - خافي - أداما) أنتبه معي.
ما الفارق بين "ديمبلي" و"أداما" الفرنسي يدخل بشكل دائم لوسط الملعب -المربع 14- لمحاولة لعب كرات قطرية، أو التسديد، بينما الإسباني يميل دائمًا للطرف وأرسال العرضيات المحكمة.
أضف لما سبق، أن وجود "ديمبلي" يمنع "ألفيش" من دور الظهير الوهمي، الذي يدخل لعمق الملعب لغلق مساحات الوسط وزيادة الاستحواذ، ودور الظهير التقليدي لا يناسب عمر ولياقة "داني"، فتأثر وسط برشلونة، وكانت تحولات ليفانتي سهلة ومرعبة.
ولكي لا تظلم "نيكو غونزاليس"، هو لاعب ارتكاز بالأساس، يلعب كلاعب محور ثاني أحيانًا، لكن مهاراته وسرعته وديناميكية جسده ليس لها علاقة بقدرات "خافي" أو "بيدري"، وأي مُقارنة مع واجبات الثنائي الأخير ظالمة ومجحفة لحقه.
أربط كل ما قلته سابقًا، بما حدث في المُباراة.
تكتيك تشافي في الشوط الأول أمام ليفانتي
بالشوط الأول، عثمان ديمبلي دخل كثيرًا للعمق، ألفيش لم يدخل للوسط وظل على الطرف، وسط برشلونة افتقد للحل الفردي في ظل محاولات خجولة من "دي يونغ"، العرضيات لم تكن موجهة بل كانت عشوائية -وهي دليل على أن تشافي كان يعرف أنها الحل-.
بالشوط الثاني وبعد استقبال الهدف، كانت التعليمات واضحة -عد للمُباراة لمراجعتها-، ديمبلي يبقى على الخط، ألفيش يصعد للوسط بالعمق لغلق المساحة، ديمبلي يُرسل عرضيات أكثر، ثم جاءت لقطة التحول: تصدي "شتيغن" لركلة الجزاء.
دفع "تشافي" بما كان يجب أن يبدأ به، بيدري وخافي، وتذكر ما قلته عما يجب فعله أمام الفرق المتكتلة ذات الملاعب الصغيرة.
ديمبلي وسع عرض الملعب، وأرسل عرضية جاء منها هدف التعادل، خافي بمهارة فردية خلل دفاع ليفانتي، ثم بمهارة فردية بالتسديد، بيدري سجل هدف التقدم، بعد أن تعادل ليفانتي، عاد "تشافي" لأرض الواقع بنسبة 100%.
آداما ودي يونغ، لأجل العرضيات ولا شيء آخر، فجاءت العرضية من "ألبا" لتضمن التفوق في الدقيقة الأخيرة.
كل ما قلته كان يعلمه "تشافي"، لكنه تفلسف من جهة، وحاول الحفاظ على مخزون "بيدري وخافي" لموقعة فرانكفورت من جهة، فظهر الفريق مشوشًا، وللعلم فقط، "تشافي" أخطأ امام فرانكفورت، فقد كان يجب أن يبدأ ب"ديمبلي" و "فرينكي دي يونغ" بدلاً من "أداما" و "خافي"، واليوم كان يجب أن يحدث العكس ب"بيدري أو خافي" بدلاً من "نيكو"، ليُدخل نفسه في أزمات بلا داعي.
هناك بعض الأمور لازم نقولها حول المباراة لكن لنكن هادئين قليلا و لا نحاول الانتقاد المباشر، فالانتقاد سهل جداً لما تكون الأمور غير مضبوطة و سهل جدا انك تظلم اطراف على حساب اطراف أخرى :
تشافي منذ مجيئه للبارسا و تحقيقه استفاقة من حيث أسلوب البارسا و نتائجها و قلب الموازين في موسم هو للبناء و لم يكن أحد يتوقع ان نرى هذه النتائج في موسم للبناء مع جيل صغير و شاب.
صحوة الأسلوب في موسم البناء لا يمكن أن تكون صحوة على مدى طويل أبداً، هل توقعت أن تبقى البارسا ثابتة المستوى الى غاية نهاية الموسم ؟
لا يمكن ذلك لأن الفريق الذي يكون في حالة بناء دائما ينقص من الأسباب التي تجعلك في حالة مثالية على المدى الطويل فمستوى السيتي و ليفربول و البايرن مثلاً، و استمرارية مثاليتهم تمت على مدى بناء فريق لسنوات
البارسا الحالي في أول موسم و دون صفقات على الخطوط الثلاثة، فتشافي حاليا يملك فريق ناقص كثيرا من حيث جودة اللاعبين في كل المراكز و لا يملك عناصر بديلة و تنافسية تضمن الثبات في مستوى الفريق الجماعي
أسلوب تشافي الجديد و صحوته يملكون مفاتيح لعب يرتكز عليها، لكن للأسف المفاتيح قليلة و غير متنوعة، فأبرز مفاتيح بارسا تشافي يمكنك عدها بالأصابع
من هذه المفاتيح :
ثنائية بيدري و دي يونغ و تجانسهما في ادوارهما، الضغط الذي يمارسه سداسي المقدمة، مستوى اراوخو الفردي، حركية الفيس و وعيه التكتيكي، حركية ديمبيلي و فعالية اوباميانغ و تمركز توريس، بالمقابل الفريق مليء بالنقاط السلبية و خاصة الدفاعية منها و الهجومية و قلة تنوع لاعبي الوسط.
هي مفاتيح قليلة تضمن لك التألق لمباريات، لكن لا يمكن ابدا ان تنتظر ان تبقى هذه المفاتيح شغالة لعدد كبير من المباريات، و ذلك بسبب الإرهاق و الإصابات، فأحياناً يغيب عنك اراوخو فانت فقدت احد نقاط قوتك، و مثلاً تريد ان تريح احد اللاعبين الذين هم من مفاتيح الفريق فسيكون ذلك مثبطاً لفريقك و مؤثراً.
اليوم تشافي أراد اراحة بيدري للعدد الكبير الذي خاضه من المباريات و للمباراة المقبلة يوم الخميس و قلت شخصيا قبل المباراة ان البارسا سيعاني من فقدان بيدري أهم مفتاح لعب في برشلونة حالياً و حركته بين الخطوط
لذلك يا تشافي للأسف انت لا تستطيع القيام بمداورة او إراحة لاعبين في أهم فترة من الموسم لأنك تبني فريق مفاتيحه معدودة و لا يمكنك ان تفرض على نيكو القيام بأدوار لا يستطيع القيام بها لخصائصه المختلفة.
الشوط الأول سيء كلياً للبارسا، كان واضحاً ان لا احد من نيكو و دي يونغ استطاع القيام بأدوار بيدري و حتى على مستوى العالم قليلون من يملكون الاستطاعة على تلك التمركزات التي يقوم بها بيدري بين الخطوط و جودة نقل الكرة للخط الامامي التي يمنحها للفريق.
لم نستطع الاختراق لا من عمق الخصم و لا من الأطراف فديمبيلي كان وحيداً دون مساندة كان يوفرها له دي يونغ في المباريات السابقة في انصاف المساحات كما شرحنا سابقاً و توريس الضعيف في الاختراقات المباشرة واحد ضد واحد و هو ما كنا نحتاجه اليوم (لهذا لا أعتبر فيران لاعب سوبر درجة أولى)
تشافي اخطأ في قراءة الخصم فكان واضحا ان البارسا كان يحاول اختراق العمق مهما كان الحال لكن ليفانتي كان صلبا و كان يجب التركيز على ديمبيلي و الزج بـ اداما لإزعاج الخصم على الأقل.
في الشوط الثاني حاول تشافي تصحيح اخطائه بالدفع ببيدري و جافي، بعدا بدأ الفريق بالحركة و خلق الفرص
من أهم النقاط السلبية اليوم المنظومة الدفاعية كالعادة من بوسكيتس و كل الخط الدفاعي، تمركزات خاطئة، و أخطاء دفاعية منحت للخصم ثلاث ركلات جزاء و حتى مساحات وصل بها ليفانتي لشتيغن عدة مرات.
تشافي تغييراته و تفكيره تغير بعد تسجيل البارسا لهدفين و دخول لينغليه ربما لإصابة الفيس زاد الطين بلة ليعدل ليفانتي.
تشافي لا يعلم كل الثقة هذه التي يمنحها لتوريس حتى في أسوء مستوياته، تأخر كثيراً بإخراجه و الزج بـ اداما و تنشيط الجهة اليسرى التي كانت ميتة حرفياً مع توريس.
تشافي لديه حساسية من رؤوس الحربة المنحصرة خصائصهم في الراسيات فقط و داخل منطقة الجزاء و عنصري تجاه رؤوس الحربة الكلاسيكيين، فرغم احراجه من لووك عدة مرات لكن تشافي يواصل ظلمه له و لا يستغله احسن استغلال.
لووك دي يونغ يبقى خيار رئيسي لكل المباريات على تشافي ان يخضع له.
لوك فان باستن طبعاً أحد افضل أساطير هولندا و واضح انو تشافي لم يتقبلها.
تصدي شتيغن لركلة الجزاء
أنتهى التحليل لكن يجب الإشادة ب3 أسماء، الأول هو شتيغن، لولا تصديه لركلة الجزاء الثانية، وقبلها كرة "موراليس" في بداية المُباراة، وفي أخر دقيقة خروجه الموفق على أحدى العرضيات، لما حقق برشلونة النقاط ال3 أبدًا، هذا ما يُنتظر منه.
الاسم الثاني هو "إريك جارسيا"، والذي يُقدم مُباريات جيدة جدًا مُنذ فترة، في بداياته قلت يجب أن يلعب وأن يُخطئ وأن يُترك في الملعب، أما أن يغرق أو يعوم، ويبدو أنه سيصبح سباح ماهر مكسب لبرشلونة.
الاسم الثالث وهو من سأصفق له "لوك دي يونغ"، تخيل أن تكون مسار سخرية العالم، والنادي يرغب في التخلص منك بعد شهرين من التعاقد معك، ثم تتحول لمُنقذ الفريق في أكثر من مُباراة، وعندما يتأزم الوضع، تطالب بك الجماهير ويدفع بك المُدرب، كل التحية لهذا اللاعب.
بالمناسبة، لوك دي يونغ هو ثاني أكثر لاعب في العقد الأخير تسجيلاً للرأسيات بعد "كريستيانو رونالدو"، وهو ما لا يعلمه البعض.
3 نقاط ثمينة، لكن مع همسة في أذن "تشافي"، رجاءً لا تتفلسف.