متى سيعود الميلان؟

تاريخ الميلان الطويل مفعمٌ بالتناقضات، أيامٌ سوداء عصيبة، وأخرى حمراء متخمة بالإنجازات والأفراح، لون قميص الميلان يختصر تاريخًا عمره أكثر من 120 عامًا، وحصيلة هذه السنوات هي 30 لقبًا محلّيًا، و14 لقبًا قارّيًا، وأربعة بطولات عالميّة، تخلّل هذه العقود الطويلة فترات متباينة بتاريخ هذا الفريق العريق، فطورًا يسود العالم كرويًّا، ويجعل من نفسه قِبلة لنجوم المستديرة جاذبًا الملايين من المشجّعين، وتارةً تغوص أقدام الميلان في رمال الديون المتحرّكة، أو ينغمس في مستنقع المراهنات والتلاعب بنتائج المباريات.


الميلان عاد اي سي ميلان عاد ملخص مباراة ميلان واتلانتا الميلان والسان سيرو لم يعدوا مكان يسمح به العبور ثيو هيرنانديز هدف مارادوني
الميلان عاد

اي سي ميلان عاد

الذين شجعوا ميلان أيام نيانغ، عندما كان الرقم 10 في الميلان اسمه كيسوكي هوندا، أيام المدرب فيشنزو مونتيلا وبدايات غاتوزو.
الذين تابعوا بحزن كيف باع بيرلسكوني النادي للصينيين، وكيف وقع فريسة بنك أمريكي وكيف تعقد وضعه الاداري.
الذين سخروا منهم وسموهم جمهور الأرشيف والذكريات وسنعود بعد قليل.

الذين عاصروا ميلان الهزائم ضد الكبير والصغير، ميلان الذي يعجز عن التعاقد مع لاعبين بقيمة مليون يورو، ميلان الذي باع حافلته وهو على حافة الإفلاس. 

هؤلاء القوم يشعرون اليوم بشيء لا يمكن وصفه في تاريخ كرة القدم، شيء لا يشبه الفوز برابطة الأبطال أو كأس العالم، شيء لا يشبه كل ما هو موجود في كرة القدم، اقرأ عن تفاصيل اصابة محمد صلاح قبل مباراة ريال مدريد في دوري الابطال.

متى سينافس ميلان؟

80 ألف متفرج في السانسيرو تخرج محتفلة بعد فوز ماراتوني أمام أتلانتا بنتيجة 2-0.
-بعد شوط أول سلبي النتيجة.
-سجل الموهبة المتفجرة لياو هدف التقدم للميلان د57.
-ليضيف المجنون ثيو هدف التأمين بطريقة أقل ما يقال عنها مارادونية د75.
-يكفي الميلان التعادل أمام ساسولو في المباراة الأخيرة ليتوج باللقب المنتظر بغض النظر عن نتائج الانتر.
-لو تعثر الانتر أمام كالياري المهدد بالهبوط ربما نشاهد الميلان أبطالاً للدوري اليوم.

أسباب عدم رجوع الميلان والسان سيرو


حسناً، هناك فريق إيطالي كبير نحترمه أصمّ مشجعوه آذاننا على مدى 10 سنوات بأننا فريق محلي فاشل رغم تتويجنا بلقب الدوري لتسعة مواسم متتالية، نفس هؤلاء يحلمون و يهدسون بل و يهلوسون بإمكانية عودة فريقهم للتتويج بهذا اللقب الرديء الذي كان لعشر سنوات دون مستواهم و لا يناسب برستيجهم.

حفلة نفاق و رياء كبيرة تمتلئ بها صفحات مشجعي الأندية غير الإيطالية بدعمهم للميلان، بالمقابل لا أذكر اني شاهدت شيئاً مماثلاً حين عاد يوفنتوس للتتويج بالدوري بعد مؤامرة الكالشيوبولي. 

عملاً بمبدأ المعاملة بالمثل نعتقد أنه علينا بدورنا تسخيف نجاح الروسونيري الحالي و تذكيرهم بشكل مستفز بتفوقنا التاريخي عليهم، لكن نحن ارقى بكثير من هكذا تصرفات صبيانية، مبروك لهم سلفاً عودتهم للتتويج بالدوري و انتهى الأمر هنا.
ما نحن واثقون منه حقيقة ان يوفنتوس سيكون بنسبة كبيرة بطلاً لإيطاليا عام 2023 و هذا وحده ما يعنينا حالياً، تتويج الميلان او تعثره و احتفاظ الأنتر بلقبه مسائل تفصيلية خارج نطاق اهتماماتنا.

يوفنتوس مكروه جداً كنادي من مشجعي الأندية غير الإيطالية و هذا سبب إضافي ليزيد عشقنا و تعلقنا بهذا الكيان.
أتمنى أن نعود بأسرع وقت رقماً صعباً في أوروبا و ينتقم نجومنا من هؤلاء لأننا لسنا بوارد النزول لمستواهم.
على أمل مشاهدة مباراة مميزة غداً تليق بأسطورة تاريخية اسمها جيورجيو كييليني.

السانسيرو لم يعد مكان للفسحة يا غاسبيرني، إنها كانت فترة إعادة هيكلة و فقط، و الآن كل شيء عاد الى طبيعته.
قدومك للسانيرو و ملاقاة لياو مصحوبة بالمخاطر، ولد ذكي جداً و مهاري في أي لقطة يستطيع صنع الفارق و إن وجد في وضعية واحد على واحد عليك بوضع يدك على رأسك.

لياو يستلم كرة في العمق، بسرعة كبيرة ينفرد و يعطي التقدم للروسونيري، و ما تبقى من كل هذا ختمه ديغو تيو هيرنانديز مارادونا، هدف عالمي سيبقى في بال كل ميلانيستا لو حققوا اللقب.
ميلان في الصدارة و لا شيء جديد، ما عليكم إلا أن تتحدوا الآن، سبيزيا، نابولي، ساسولو، البيغ ميلان نحو رفع الكالشيو، اقرأ عن شخصية البطل، ريال مدريد والريمونتادا.

من هو حجر الأساس في ميلان

انفجرت موهبة ثيو هيرنانديز رفقة ناديه آلافيش في إسبانيا حين كان معارًا لهم وقدم موسم عظيم وهذا ما جعل سيميوني يطالب بعودته لاتلتيكو، بذات الوقت ظهر ريال مدريد وبرشلونة بصراع لجلب اللاعب وكسر عقده وبالأخير نجح ريال مدريد بجلب اللاعب بكسر عقده البالغ 24 مليون يورو.

بريال مدريد لم يحصل على الثقة ، لم يحصل على الدعم، لم يشعر برغبة مدربه به، وبذات الوقت مالديني جلس معه وناقشه واظهر له بأن ميلان يحتاجه، الريال تخلى عن اللاعب بأول عرض من قبل الميلان مقابل 21 مليون يورو واليوم أصبح واحد من افضل أظهرة العالم على اليسار إذا لم يكن الأفضل.

وجاء الدور على ثيو هيرنانديز ليسجل هدفًا مارادونيًا بعد أن قطع مسافة هائلة من منطقة جزائه إلى داخل منطقة جزاء أتالانتا ليودع الكرة الشباك مسجلًا هدف إراحة الأعصاب.

كيف سيعود الميلان؟

ذلك النادي الإيطالي الكبير المتخم بالبطولات المحلية والقارية، والذي حقق بطولات محلية بلغت ثمانية عشر لقبا للكالتشيو وخمس بطولات للكأس وسبعة ألقاب لبطولة السوبر المحلي، حيث يعتبر ثاني أكثر فريق في إيطاليا تحقيقاً للبطولات خلف يوفنتوس، أما على المستوى الأوروبي فميلان هو زعيم إيطاليا وممثلها الأول وهو ثاني أعلى فريق أورربي تحقيقياً لدوري الأبطال البطولة الأهم في القارة العجوز، برصيد سبع بطولات ولا يتفوق عليه سوى زعيم أوروبا الأوحد وهو ريال مدريد الإسباني.

ولكن كان ذلك الميلان الذي لا يشق له غبار والذي كانت الفرجة على مبارياته تعني المتعة والقوة و"الغرينتا" الإيطالية الخلابة، أما الأن فما نشاهده هو "بقايا" من الروسينيري بل إن البقايا أفضل من هذا الفريق المخجل الذي افتقد للروح وللجودة وللهيبة، فأصبح فريق أقل من العادي وهي انتكاسة غريبة جداً لفريق عملاق وكبير مثل إي سي ميلان.

فبعد ضخ الأموال واستقطاب مجموعة كبيرة من اللاعبين وبالتحديد مطلع الموسم الحالي، بعد شراء شركة روسينيري سبورت للاستثمار والمملوكة لمجموعة من المستثمرين الصينيين، استبشر الجميع بعودة قوية لميلان صاحب الزي الأحمر والأسود الشهير، ولكن كانت تلك مجرد توقعات وأوهام حيث واصل الميلان سباته العميق واستمر في تقديم العروض الباهتة والضعيفة، ماجعل جميع متابعي ومحبي كرة القدم وبالتحديد جماهير أي سي ميلان يتألمون على حال هذا النادي العريق.

خطة لاعادة الميلان لسكة الامجاد

فإذا أرادت إدارة النادي العودة بالفريق لسابق عهده وأن يعود مرعباً كما كان، فلاشك أن هناك عدة أمور وحلول ومن الممكن أن نستخلصها في ثلاثة حلول رئيسية وجوهرية هامة:

١- يجب على إدارة النادي أن تتعاقد مع مدرب صاحب تاريخ عريق ذي خبرة كبيرة، فإقالة مونتيلا والتعاقد مع غاتوزو أكبر خطيئة من إدارة النادي، فكان من الضروري التعاقد مع مدرب بسمعة أفضل وذات خبرة أطول.

٢- رغم تعاقد الفريق الإيطالي مع مجموعة كبيرة من اللاعبين كلفت خزينة الميلان الكثير من الأموال بداية الموسم المنصرم، إلا أن هؤلاء اللاعبين ليسوا بقيمة الفريق الكبير، فلا بد على إدارة أي سي ميلان التعاقد من مع لاعبين "سوبر ستار" لكي يعودوا بالفريق لمكانه المعهود محلياً وأوروبياً.

٣- يجب أن يعود الفريق للمشاركة في بطولة دوري أبطال أوروبا لكي يستعيد الميلان هيبته، فالفريق يحتل مراكز متأخرة في الدوري الإيطالي، فمن الصعوبة أن يحتل مراكز مؤهلة لبطولة ذات الأذنين، ولا بد أن يصب كل قوته في الدوري الأوروبي وتحقيق لقبه رغم صعوبة المهمة لكي يضمن الفريق مكاناً له في أبطال أوروبا.

فمتى ما أرادت إدارة النادي العودة بالفريق كما كان في السابق، وإستعادة ذكريات الزمن الجميل لميلان مثل جيل

أريغو ساكي نهاية الثمانيينات ومطلع التسعينات، وفترة كارولو أنشيلوتي الذهبية في الألفية، فلابد من العمل بتلك المعطيات والحلول لكي يعود الروسينيري لامعاً و شامخاً كما عهدناه.

khaleloo
بواسطة : khaleloo
مدونة أفكار كوكتيل، تنقل كل مايهم المجتمع العربي والأجنبي واخر أخبار المشاهير العالمية والعربية، ولا تخلوا من مواضيع الرياضة وخاصة كرة القدم.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-